يعد نظام الكيتو – Keto واحداً من الأنظمة الغذائية التي اكتسبت شعبيةً واسعةً خلال فترة قصيرة، وذلك لنجاحه في فقدان مقدار كبير من الوزن الزائد خلال فترة قصيرة.
ويعرف نظام الكيتو دايت بأنه نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات من جهة، وغني بالدهون من جهة أخرى، ولا يعتبر من الأنظمة الحديثة؛ حيث تم استعماله خلال سنوات طويلة لعلاج العديد من الحالات الطبية، ففي القرن التاسع عشر كان هذا النظام منتشراً للمساعدة في السيطرة على مرض السكري النوع الثاني.
وفي عام 1920 فقد تم تقديم هذا النظام ليكون أحد العلاجات الفعّالة التي قد تساعد في علاج الصرع عند الأطفال الذين كانت الأدوية غير فعّالة معهم، بالإضافة إلى ذلك فقد تم اختبار هذا النظام الغذائي واستعماله في العديد من الحالات الصحية الأخرى، مثل السرطان ومتلازمة تكيس المبايض والزهايمر.
يعد وجود نظام مثالي لتخفيف الوزن أحد المواضيع التي تشهد جدلاً كبيراً، ويمكن الحصول على دورة اونلاين عن تخطيط حميات تخفيف الوزن لأخصائي التغذية، ومن التفاصيل التي تشهد جدلاً متواصلاً هو فعالية بعض أنواع الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات مختلفة من البروتين والنشويات والدهون في ذلك.
ويعتبر نظام الكيتو دايت هو حمية غذائية منخفضة النشويات ومعتدلة في البروتين وعالية في الدهون، وأظهرت العديد من الدراسات أن هذا النظام يساعد في تخفيف الوزن، وتخفيف فرط أنسولين الدم، وتحسن حساسية الأنسولين إلا في حالة المصابين بمرض السكري.
وفي ذات الوقت فإن الكيتو يساعد في هبوط سكر الدم للمرضى المصابين بارتفاع السكري ممن لا يلتزمون بجدول الأدوية الخاصة بهم، كما تشير العديد من الدراسات أن هذه الحمية غير مناسبة للمرضى المصابين بالفشل الكبدي أو التهاب البنكرياس أو الاضطرابات الوراثية في التمثيل الغذائي للدهون، وذلك لأنها تحتوي على كمية عالية من الدهون، ولا يمكن للمصابين بأحد الأمراض التالية استقلاب الدهون.
لا يمكن الجزم بأن نظام الكيتو هو أفضل نظام صحي لخسارة الوزن، إلا إنه من الجيّد معرفة الأساس الي يعتمد عليه في ذلك؛ حيث يفترض هذا النظام أن حرمان الجسم من الجلوكوز الذي يعد المصدر الرئيسي للطاقة في الخلايا، والذي يتم الحصول عليه من خلال الكربوهيدرات فإن الجسم يقوم بإنتاج طاقة بديلة يطلق عليها الكيتونات من الدهون المخزنة.
يعتمد الدماغ على كمية ثابتة من الجلوكوز يوميّاً، وهي تصل إلى 120 جراماً، إلا إنه لا يمكن تخزينه في الجسم، وخلال الصيام أو عند تناول كمية قليلة جداً من الكربوهيدرات كما في الكيتو دايت فإن الجسم يقوم بالحصول على الجلوكوز المخزّن في الكبد، وينفذ هذا المخزون بشكل كامل في حال استمرار ذلك لمدة تتراوح ما بين 3 – 4 أيام.
ونتيجةً لما سبق فإن مستويات الأنسولين في الدم تنخفض، ويبدأ الجسم في استعمال الدهون كوقود أساسي، بينما يعمل الكبد على إنتاج أجسام الكيتون من الدهون، التي يمكن استعمالها في حال عدم وجود الجلوكوز، ويمكن الحصول على استشارة غذائية لمعرفة ما إذا كان هذا النظام مناسباً أم لا.
على الرغم مما أثبتته الدراسات والتجارب في فعالية نظام الكيتو سواءً لخسارة الوزن أو للمساعدة في علاج بعض الأمراض، فإن هناك بعض سلبيات نظام الكيتو التي يجب معرفتها وأخذها بعين الاعتبار، ومن أهمها:
توجد مرحلة قصيرة عند بداية اتباع نظام الكيتو يُطلق عليها اسم إنفلونزا الكيتو؛ حيث يمكن أن يشعر الشخص بالتعب والقيء والصداع والإمساك والغثيان، إلا إن هذه الأعراض تختفي خلال عدة أسابيع، وذلك عندما يبدأ الجسم بالاعتياد على الحرمان من النشويّات.
يؤدي الحرمان من النشويات مثل منتجات القمح الكامل والشوفان، والحرمان من الكربوهيدرات مثل الفاكهة والبقوليات، إلى زيادة خطر نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية للجسم، حتى عند تناول الشخص لـ وجبات نظام الكيتو الغنية بالعناصر الغذائية وعدم الالتزام بتناول المكملات الغذائية في ذات الوقت، ونتيجةً لما سبق فإن متبعي حمية الكيتو يواجهون خطر نقص كلّ من فيتامين K، وأوميغا 3 بشكل أساسي، بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات الأخرى.
لا تحتوي وجبات نظام الكيتو على مقدار كافي من الألياف التي تساعد بدورها على هضم الطعام، وتعزيز امتصاص العناصر الغذائية، وتحفيز هرمون الشبع، وتحسين المناعة.
كما يؤدي نقص الألياف أيضاً إلى زيادة نفاذية الأمعاء مما قد يؤدي إلى حصول التهاب فيها، ويمكن تناول مكملات الألياف بحيث تخفف من هذه المشاكل، إلا إن ذلك يقاوم التأثير الكيتوني الذي يحصل نتيجة الحمية.
يوجد العديد من الآثار السلبية الناتجة عن الالتزام بهذه الحمية على المدى الطويل؛ حيث من الممكن أن تؤدي إلى انخفاض كثافة المعادن في العظام، وتكوّن حصى الكلى، واعتلال عضلة القلب، وفقر الدم، واعتلال العصب البصري، إلا إن من أهم ما يميّز هذا النظام بأنه غير دائم لمعظم متبعيه.
يعد السؤال الأساسي الذي يطرحه أي شخص يرغب باتباع الحمية هو ما هي الأطعمة المسموحة في الكيتو، وبشكل عام فإنه يوجد العديد من الأطعمة المسموحة، شرط أن تتراوح كمية النشويات التي يحصل عليها الشخص ما بين 10 – 60 غرام يوميّاً.
ويمكن الاشتراك بـ حمية غذائية أربع حميات د. ربى مشربش للاستفادة بشكل أكبر، ومن أهم الأطعمة المسموحة في الكيتو:
يوجد العديد من الأطعمة التي يمنع تناولها بشكل كامل في نظام الكيتو، وهي:
على الرغم من أن الحمية الغذائية بشكل عام التي تحتوي على نسبة نشويات قليلة تؤثر بشكل إيجابي على الوزن ومؤشر كتلة الجسم BMI، ومحيط البطن وضغط الدم ونسبة HDL والعديد من عوامل الخطر على القلب، إلا إنه لا يوجد أي دراسة تشير إلى سلامة حمية الكيتو على المدى الطويل.
وفيما يلي تأثير الكيتو على الأمراض المزمنة التالية:
أثبتت كافة الدلائل أن هذه الحمية تؤثر بشكل إيجابي على المدى القصير، أي فترة لا تتجاوز ستة أشهر، بينما قد تؤثر على نسبة الكوليسترول السيء LDL بشكل سلبي بعد مرور ستة أشهر من الالتزام بها.
ويحصل ذلك بسبب وجود عدد كبير من الأطعمة الممنوعة في النظام، ومن بينها بعض الأطعمة الغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات الهامة للجسم، مثل البقوليات والفاكهة والقمح الكامل؛ حيث يتم استبدالها بأطعمة من مصادر حيوانية مثل اللحوم والألبان التي تحتوي على كمية عالية من الدهون المشبعة، وبدورها تقوم بزيادة الكوليسترول الضار.
ونتيجةً لذلك فإن هذه الحمية غير مناسبة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول، أو الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، والأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية نظراً لكونها تزيد من نسبة الدهون والكوليسترول الضار في الدم.
لا يتم وصف الكيتو للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري النوع الأول، ويمكن الحصول على دورة مسجلة عن حمية السكري النوع الأول لأخصائي التغذية لمعرفة طريقة عمل الحمية الغذائية الأنسب، ويعود سبب تجنب هذه الحمية إلى أنهم بحاجة إلى الحصول إلى مقدار معيّن من النشويات يتناسب مع جرعة الأنسولين التي يتم وصفها من قبل الطبيب، كما أن تناول كمية كبيرة من الدهون يزيد من خطر الإصابة بالسكري.
يعد من أبرز المخاطر الناتجة عن نظام الكيتو هو زيادة احتمالية تكوّن حصوات الكلى؛ حيث إن هذا النظام يحتوي على نسبة عالية من الأطعمة الغنية بالدهون الحيوانية، وتجنب العديد من الفواكه والخضروات، الأمر الذي يوفر بيئة مناسبة لذلك، حتى في حال الأشخاص غير المصابين بأيّ من أمراض الكلى.
يعتبر العامل الأساسي الذي يساعد على تخفيف الوزن في الكيتو هو تثبيط الشهيّة، إلا إن هذه الميزة يمكن الحصول عليها من خلال اتباع أحد الأنظمة الغذائية المتوازنة، التي تعمل على التقليل من السعرات الحرارية.
وتشير بعض الدراسات التي تقارن ما بين تأثير الكيتو مع حمية قليلة الدهون وعالية بالنشويات خلال فترة أقل من سنة أن كلا الحميتين تؤثران بشكل متشابه على الوزن، إلا إن فقدان الدهون في الجسم أقل لمتبعي نظام الكيتو.
كما أن النتائج الإيجابية التي تحصل على المدى القصير من اتباع الحميات الأخرى مثل تخفيض الشهية والوزن وانخفاض نسبة السكر في الدم تعتمد على تخفيف نسبة الدهون، إلا إن خسارة الوزن السريع في الكيتو تعتمد على خسارة نسبة المياه وكتلة العضلات في الجسم، لا تحصل نتيجة خسارة الدهون.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7480775/
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8322232/
https://www.hsph.harvard.edu/nutritionsource/healthy-weight/diet-reviews/ketogenic-diet/