يعرف الإمساك بأنه مجموعة من الحركات غير المتكررة للأمعاء، التي تؤدي إلى صعوبة في مرور البراز، ويستمر ذلك لعدة أسابيع أو أكثر، وبشكل عام فإنه في حال قيام الشخص بالتبرّز أقل من ثلاث مرات أسبوعيّاً فإنه مصاب بالإمساك، وعلى الرغم من أن الإصابة بالإمساك العرضي من الأمور الشائعة إلا إن البعض يصاب بالإمساك المزمن الذي يؤدي إلى صعوبة في ممارسة الحياة اليومية، كما أنه يؤدي إلى بذل جهد كبير للتبرّز.
في البداية ينبغي التنويه إلى أن الإمساك لا يعد مرضاً بحد ذاته، وإنما من الممكن أن يكون أحد الأعراض التي تدل على الإصابة بأحد أمراض الجهاز الهضمي، وبشكل عام فإن ما نسبته 16% من البالغين يعانون من الإمساك، وتزداد هذه النسبة لتصل إلى 33% بين كبار السن.
ويعد الإمساك مزمناً في حال كان الشخص يشكو من عرضين أو أكثر خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من أعراض الإمساك التالية:
على الرغم من احتمالية تعرض معظم الأشخاص للإصابة بالإمساك، إلا إن هذه الفئات هي الأكثر عرضة له، وهي:
يجب مراجعة الطبيب للحصول على علاج الإمساك المزمن وصعوبة الإخراج في حال رافق ذلك أحد الأمور التالية:
يمكن علاج الإمساك فوراً وبدون تدخل طبي في حال كان مؤقتاً ولا يرافقه أي مشاكل صحية أخرى من خلال تغيير نمط الحياة؛ حيث إنه قد يساعد بشكل كبير في التخلص من الإمساك، وذلك من خلال تناول كمية كافية من الألياف، وشرب السوائل والماء بانتظام، وزيادة النشاط البدني.
يعد سبب الإمساك بأن القولون يقوم بامتصاص كمية كبيرة من الماء الموجود في البراز، وبالتالي فإن البراز يصبح جافاً، مما يؤدي إلى صعوبة إخراجه من الجسم.
وبشكل أوضح فإن الطعام يتحرك بشكل طبيعي عبر الجهاز الهضمي، ويتم امتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم خلال هذه الحركة، وينتقل الطعام المهضوم جزئيّاً أي الفضلات من الأمعاء الدقيقة إلى الغليظة، ويمتص القولون الماء منها مما يؤدي إلى تشكل البراز، وفي حال الإمساك فإن حركة الطعام في الجهاز الهضمي تكون بطيئة، مما يعطي القولون وقتاً أطول لامتصاص الماء من الفضلات، ويصبح البراز جافاً وصلباً ويصاب الشخص بالإمساك.
تعد الألياف من أهم الأطعمة التي قد تساهم في التخفيف من الإمساك، وتختلف كمية الألياف التي يحتاجها الجسم من شخص لآخر، ويمكن حسابها اعتماداً على كمية السعرات الحرارية التي يتم تناولها خلال اليوم؛ حيث يجب أن تحتوي كل 1000 سعرة حرارية على 14 غرام من الألياف بشكل يومي، وفي حال كان الشخص لا يحصل على كمية كافية من الألياف فإنه من الأفضل أن يقوم بزيادة كمية الألياف تدريجيّاً على مدار 5 أيام، وذلك من خلال زيادة أقل من 5 غرامات كل يوم.
وينبغي التنويه إلى أن كمية الألياف التي يجب زيادتها يحب أن يرافقها زيادة في كمية السوائل وتحديداً الماء، وذلك ليتمكّن الشخص من التخلص من الإمساك، وزيادة حركة الأمعاء، وزيادة حجم وطراوة البراز؛ حيث إنه في حال زيادة تناول الألياف دون شرب السوائل فإن مشكلة الإمساك تزداد بشكل أكبر.
ويمكن تحديد كمية السوائل التي يحتاجها الجسم اعتماداً على الوزن؛ حيث إن كل كيلو غرام من الجسم يحتاج إلى 35 ملل من السوائل؛ فعلى سبيل المثال فإن الشخص الذي يبلغ وزنه 80 كيلو غرام يحتاج إلى 2.3 لتراً من الماء يوميّاً.
تساعد الأطعمة التي تحتوي على مقدار عالي من الألياف في علاج مشكلة الإمساك، ويمكن الحصول على استشارة غذائية للمساعدة في علاج الإمساك المزمن، وفيما يلي أمثلة على مجموعة أطعمة لعلاج الإمساك:
بشكل عام تحتوي الفواكه المجففة مثل الخوخ والتين والزبيب والبرقوق والتمر على نسبة أعلى من الألياف مقارنةً بالفواكه الطازجة، وبالإضافة إليها فإنه يمكن تناول بعض أنواع الفاكهة الطازجة للحصول على الألياف، ومن أهمها التوت والفراولة والتفاح بقشره والإجاص، وينصح بتجنب تناول الموز.
يمكن تناول كمية من اللوز والجوز والفول السوداني، وبذور القرع ودوار الشمس والشيا والكتان، كما يمكن أيضاً إضافة ملعقة صغيرة من الاسباغول إلى الطعام بشكل يومي؛ حيث إن ذلك يساعد في التخلص من الإمساك.
تحتوي معظم أنواع الخضروات على نسبة من الألياف، وخاصةً البازلاء والبطاطا الحلوة والبروكلي والقرع واليقطين، ويعد من الأفضل تجنب البطاطا البيضاء.
ينصح بتناول مقدار جيّد من الحبوب الكاملة بشكل يومي، مثل الأرز البني والقمح والخبز الأسمر والشوفان والبرغل والفريكة، كما أنه من الأفضل تجنب الأرز الأبيض والخبز.
في الملصق الغذائي الموجود في الجهة الخلفية من العبوات فإن كمية الألياف تتبع لقسم الكربوهيدرات، ويعد من الأفضل اختيار منتج يحتوي على أكثر من 5% من احتياجات الشخص من الألياف في الحصة الواحدة، أما في حال كان المنتج يحتوي على أكثر من 20% من الاحتياجات فإنه يعتبر عالي بالألياف.
وفيما يلي نموذج على ملصق لإحدى المنتجات العالية بالألياف؛ حيث تحتوي الحصة الواحدة التي تعادل نصف كوب على 24% من احتياجات الشخص اليومية للألياف.
نعم، يساعد زيادة النشاط البدني في التخفيف من الإمساك؛ حيث إنه يزيد من حركة الأمعاء، ويمكن القيام بذلك من خلال المشي لمدة تتراوح ما بين 10 – 15 دقيقة يوميّاً بعد كل وجبة.
فيما يلي مجموعة من النصائح التي يفضل الالتزام بها في النمط الغذائي؛ حيث إنها قد تساعد في التقليل من احتمالية تعرّض الشخص للإمساك، وهي:
الآن يمكنك الحصول على استشارة غذائية – د.ربى مشربش