يعتبر الفطر الريشي معروف منذ أكثر من 2000 سنة في الطب الصيني، وهو أحد أنواع الفطر التي تمتلك سطحاً لامعاً ونسيجاً خشبيّاً ولوناً أحمراً غامقاً.
حصل الفطر على اسمه من كلمة lucidus وهي اللمعان، وهو يستخدم في الفن مثل الرسم والاكسسوارات والنحت، كما يدخل في الاستعمالات الطبية.
كان الفطر الريشي ينمو قديماً في بيوت الأغنياء والنبلاء فقط، وذلك لأنه يحتاج إلى بيئة نادرة تختلف عن أنواع الفطر الأخرى؛ حيث يُزرع على كلّ من أشجار البلوط وأشجار البرقوق.
ومع الوقت ازداد الطلب عليه بشكل كبير، مما ساهم في زيادة انتشاره؛ حيث يوجد في الوقت الحالي أكثر من 90 علامة تجارية له في الأسواق الدولية.
تختلف أشكال الفطر الريشي في الوقت الحالي، وذلك بما يتناسب مع الاستهلاك المرتفع الذي يقدّر بآلاف الأطنان في كافة أنحاء العالم بشكل سنوي؛ حيث يباع منها البودرة والمكملات الغذائية والشاي والكريمات، ويتم إنتاجها من أجزاء مختلف مثل الأبواغ والساق.
بشكل عام يعد الفطر الريشي رمزاً للصحة وطول العمر والقوة في الصين، وهو يمتلك قيمة طبية أكثر من القيمة الغذائية، ويُعتقد بأنه يعمل على تقوية جهاز المناعة وإطالة العمر.
وتحتوي تركيبته على كل من جلوكان Glucan، و ترايتيربينز triterpenes، وبالتالي فإنه قد يساعد في علاج مرض السرطان؛ حيث يعتقد أن هذه المواد لها تأثير سام على الخلايا السرطانية من جهة، وتعمل على تنشيط جهاز المناعة من جهة أخرى.
تم إجراء العديد من الدراسات العلمية والأبحاث حول فوائد الفطر الريشي لمرضى السرطان خلال سنوات عديدة؛ حيث يعتقد أنه يساهم في علاج أو الوقاية منه، لاحتوائه على بعض المواد المضادة للالتهابات وتقوية المناعة.
كما يعتقد أن هذه المواد تساهم في الوقاية من الإصابة بالسرطان، كما أظهرت الدراسات وجود خصائص مضادة للخلايا السرطانية؛ حيث تمنع تكاثرها من خلال إفراز مواد سامة توقف نموّها.
وقد تم إجراء دراستين على الفئران، وتبين أنه يحتوي على مواد مضادة لنمو الخلايا السرطانية وتكاثرها، وفي دراسة أخرى تم إجراؤها على خلايا سرطان البروستات، فقد قام الفطر بتثبيط عمل كل من VEGF و TGF-β1 اللذان يعدان من عوامل نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها.
بالإضافة إلى ذلك فقد تم إجراء الدراسة على خلايا سرطانية في الرئة، كما تم الحصول على نتائج في بعض الدراسات التي أجريت على خلايا سرطان الثدي؛ حيث أثبتت أنه يعمل على تثبيط عمل الجينات، ويقلل من العوامل التي تساهم في نمو وتكاثر الخلايا السرطانية.
كما أشارت بعض الدراسات إلى أنه يساعد في زيادة فعالية العلاج الإشعاعي، والتقليل من الأعراض الجانبية الناتجة عن العلاج الكيماوي، وزيادة حساسية خلايا سرطان المبيض لدواء سيسبلاتين CISPLATIN، وهو المستخدم في العلاج الكيماوي.
في الصين تم العمل على إجراء العديد من الدراسات لاختبار الفطر، وقد ظهرت نتائج إيجابية إلا إنها غير كافية وموثوقة، وذلك لأنها لم تكن موحدة سواءً من خلال اختيار المريض، أو الطرق المستخدمة للحصول على النتائج.
وفي ذات الوقت فقد لوحظ تأثيره على زيادة مستويات المواد المضادة للفيروسات مثل ((γ (IFN-γ)، وزيادة مستويات البلازما للانترلوكين (IL) -2 )، وزيادة نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية، كما لوحظ أيضاً زيادة فاعلية العلاج الكيماوي أو الإشعاعي للأشخاص الذين يتناولونه.
وقد تم إجراء دراسة أخرى لوحظ فيها أنه يعمل على منع نمو الأورام في كلّ من القولون والمستقيم.
قبل استخدام الفطر الريشي فإنه لا بد من الحصول على استشارة طبية لمعرفة ما إذا كان مناسباً للحالة الصحية أم لا، كما يمكن الحصول أيضاً على استشارة غذائية لمعرفة طريقة إدخاله إلى النظام الغذائي.
وفيما يلي مجموعة من أهم هذه الاستخدامات:
على الرغم من تعدد الفوائد التي يحصل عليها الشخص نتيجة تناوله لهذا الفطر، إلا إنه قد ينتج عن استعماله بعض الأعراض الجانبية، ومنها:
في بعض الحالات فإنه يهد من الأفضل تجنب تناوله بشكل كامل، أو أن يتم استشارة الطبيب قبل استعماله، ومن أهمها:
يوجد بعض الأدوية التي يتناولها الشخص لأسباب معيّنة، وقد تتفاعل في بعض الأحيان بشكل سيء معه؛ لذا فإنه يجب أن يحصل على استشارة طبية، ومنها:
في بعض الحالات المرضيّة فإن تناول هذا النوع من الفطر دون الحصول على استشارة طبية قد يؤدي إلى التعرض لبعض الآثار الجانبية، ومن أبرزها:
في أي وقت يمكنك الحصول على استشارة غذائية – د.ربى مشربش