يطلق اسم متلازمة القولون العصبي على أحد أنواع الاضطرابات الوظيفية التي تصيب الجهاز الهضمي، وهي ترتبط بمشاكل في كيفية عمل الدماغ والأمعاء، وهي تؤدي إلى أن تكون الأمعاء أكثر حساسية، وتغيّر من طريقة انقباض العضلات في الأمعاء، ويصاب بهذه المتلازمة ما يتراوح بين 5 – 20% من الأفراد على مستوى العالم.
وتعد متلازمة القولون العصبي من الاضطرابات الشائعة التي تصيب الأمعاء الغليظة، ويعاني المصاب من العديد من الأعراض، كما أنها تعد من الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى علاج طويل المدى.
بشكل عام فإن الأعراض الحادة والمؤشرات التي تدل على الإصابة بتهيّج القولون العصبي تظهر على عدد قليل من المصابين، ويمكن السيطرة على هذه الأعراض من خلال الالتزام بنظام غذائي ونمط حياة متوازن، وتجنب التعرّض للتوتر قدر المستطاع، كما يمكن علاج الأعراض الأكثر شدة من خلال الأدوية والاستشارة الطبية.
تتراوح أعراض القولون العصبي ما بين الخفيفة إلى الشديدة، ويختلف ذلك من مريض لآخر؛ حيث يعاني البعض من الأعراض بشكل يومي، أما البعض الآخر فهو يعاني منها على فترات تتراوح ما بين أسابيع وأشهر، وعادةً ما يصاب بذلك المساء أكثر من الرجال، ومن أبرز الأعراض وأشهرها ما يلي:
لا يوجد سبب واضح للإصابة بالقولون العصبي، إلا إنه يوجد مجموعة من المشاكل التي تؤدي إلى ذلك وهي تختلف ما بين شخص لآخر؛ حيث إنه ونظراً لكون هذه المتلازمة تنتمي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي فهي تحصل نتيجة مشاكل في التفاعل ما بين الدماغ والأمعاء، ويعتقد الخبراء أن هذه المشاكل تؤثر على طريقة عمل الجسم مما يؤدي إلى أعراض متلازمة القولون العصبي.
وفي بعض الأحيان فإن الطعام يتحرك إما ببطء شديد أو سرعة كبيرة في الجهاز الهضمي، الأمر الذي يؤدي إلى حصول تغير في حركات الأمعاء، وبالتالي فإن الأشخاص المصابين بالمتلازمة يشعرون بالألم في حال وجود كمية من الغاز أو البراز في الأمعاء، حتى وإن كانت الكمية الطبيعية.
ومن أبرز الأسباب التي تؤدي للإصابة بمتلازمة القولون العصبي:
نعم، يوجد أنواع أطعمة تهيج القولون العصبي؛ حيث إنها تؤدي إلى زيادة أعراض المتلازمة بالجهاز الهضمي، ومن بينها: الحليب، منتجات الألبان، منتجات القمح، البصل، البقوليّات، الملفوف، التوابل الحارة، بعض أنواع اللحوم، الأطعمة المقليّة، الكافيين، ونتيجةً لذلك فإن هناك حمية خاصة للمصابين تساعد في التخفيف من أعراض القولون العصبي، ويمكن الحصول على حمية غذائية أربع حميات – د. ربى مشربش.
يوجد العديد من الأمور التي قد يساعد الالتزام بها في التقليل من أعراض القولون العصبي، ومن أهمها:
تعتمد حمية فودماب دايت لمرضى القولون العصبي – FODMAP على التقليل من تناول بعض أنواع الكربوهيدرات التي يعد من الصعب هضمها، وهي الكربوهيدرات قصيرة السلسلة القابلة للتخمر، ويساعد التخفيف في تناولها لفترة معيّنة في التخفيف من الأعراض غير المريحة، وإعطاء الجهاز الهضمي قسطاً من الراحة.
حيث يساعد ذلك في إزالة مهيّجات القولون العصبي، وبالتالي منح بطانة الأمعاء فرصة لإصلاح نفسها، والمساعدة في استعادة التوازن الصحي.
يُطلق اسم فودماب على الكربوهيدرات قصيرة السلسلة والقابلة للتخمر، ويدل ذلك على أنها تتكوّن من جزيئات من السكر المرتبطة معاً في سلاسل، والقابلة للتخمر من خلال البكتيريا الموجودة في الأمعاء.
وتحتاج الجزيئات الموجودة في السلاسل إلى تقسيمها إلى جزيئات مفردة ليتم امتصاصها من خلال الأمعاء الدقيقة، إلا إنه لا يمكن تقسيم الفودماب، وبالتالي فإن الأمعاء تقوم بسحب كمية أكبر من الماء للمساعدة في نقلها إلى الأمعاء الغليظة، التي بدورها تحتوي على بكتيريا تقوم بتخميرها، مما يؤدي إلى تكوّن الغازات والأحماض الدهنية في الأمعاء.
يوجد أربعة أنواع من الفودماب، وهي:
يوجد مجموعتان مختلفتان من المواد منخفضة السكريات، وهما الفركتان والجالاكتان؛ حيث توجد الفركتان في منتجات القمح والثوم والبصل والخرشوف، أما الجالاكتان فهي موجودة في العدس والحمص والبروكلي والفول والمنتجات التي تحتوي على فول الصويا.
تعد أكثر أنواع السكريات شيوعاً هي اللاكتوز، وهي موجودة بشكل طبيعي في كلّ من الحليب ومنتجات الألبان، وهي تحتاج إلى إنزيم اللاكتاز لهضمها وامتصاصها، وتحتوي كل من الحليب واللبن والجبن الطري والحلويات والآيسكريم على اللاكتوز.
يُطلق على الفركتوز أحادي السكاريد، وهي موجودة في الفواكه، ويتم تعزيز امتصاصه عندما يدمج مع مصادر الجلوكوز، وفيما يرتبط بالأشخاص متبعي حمية الفودماب فإن الفواكه لا تعد متساوية؛ حيث يمكن تحمل بعض الأنواع التي تحتوي على كميّات متساوية من الفركتوز والجلوكوز، أما بعض الأنواع فإنها تحتوي على نسبة عالية من الفركتوز التي تؤدي إلى أعراض معدية معوية، ومنها: الصبار، العسل، البطيخ، المانجو، السكر، البازلاء، شراب الذرة عالي الفركتوز.
هي عبارة عن كحول سكري موجود في بعض أنواع الفواكه التي تحتوي على نواة، مثل الكرز والنكتارين والتفاح والكمثرى، وفي بعض الخضروات مثل الفطر والقرنبيط.
تتكوّن هذه الحمية من ثلاث مراحل، وهي: مرحلة الإقصاء، مرحلة إعادة الإدخال، مرحلة الصيانة، في مرحلة الإقصاء أو الاستبعاد فإنه يتم تجنّب كافة الأطعمة التي تحتوي على على نسبة عالية من الفودماب، ومن بينها مجموعة من الفواكه والخضروات والحبوب ومنتجات الألبان.
أما المرحلة الثانية وهي تبدأ خلال فترة تتراوح ما بين 2 – 4 أسابيع فإنه يتم إضافة الأطعمة بشكل منهجي مرةً أخرى، وفي المرحلة الثالثة فإنه يتم إعادة التقييم وتناول ما يناسب الشخص من طعام، وتجنب ما لا يناسبه.
تختلف أنواع الفواكه والخضروات والحبوب والبروتينات في ما تحتويه من الفودماب؛ حيث يمكن لبعض الأشخاص تناول كمية محدودة بينما تناول ذلك يزعج بعض الأشخاص، وتعد اللحوم المطبوخة بشكل عادي والبيض من مصادر البروتين منخفضة الفودماب.
أما التفاح والبطيخ فهي عالية الفودماب، بينما العنب والفراولة والأناناس تحتوي على كمية جيّدة، ويحتوي الموز الناضج على نسبة عالية من الفركتوز، ويمكن تناول حبة كاملة في حال لم تكن ناضجة بشكل كامل، ويمكن التعرف على هذا النظام بشكل أكبر من هنا.
https://my.clevelandclinic.org/health/treatments/22466-low-fodmap-diet
https://www.nhs.uk/conditions/irritable-bowel-syndrome-ibs/diet-lifestyle-and-medicines/
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4342-irritable-bowel-syndrome-ibs
Eating, Diet, & Nutrition for Irritable Bowel Syndrome | NIDDK (nih.gov)
Irritable Bowel Syndrome Food Fact Sheet | British Dietetic Association (BDA)
El-Salhy, M. (2012). Irritable bowel syndrome: Diagnosis and pathogenesis. World Journal of Gastroenterology, 18(37), 5151–5163. doi:10.3748/wjg.v18.i37.5151
Chey, W. D., Kurlander, J., & Eswaran, S. (2015). Irritable Bowel Syndrome. JAMA, 313(9), 949. doi:10.1001/jama.2015.0954
الهرم الغذائي ل متلازمة القولون العصبي – ربى دايت (rubadiet.com)