تختلف احتياجات الجسم للعناصر الغذائية وفقاً للعمر، وبالتالي فإن تغذية كبار السن تختلف عن تغذية الأطفال عن المراهقين.
ويهدف الحصول على التغذية الصحية في المراحل العمرية المبكرة. إلى تغطية احتياجات النمو والتطور وبناء الصحة بشكل أفضل.
تكمن أهمية تغذية كبار السن الصحية في تلبية احتياجات الجسم للتصدي لأعراض الشيخوخة والأمراض التي تصاحبها.
ويعد ذلك من التحديات لدى الأشخاص، ويمكن الحصول على استشارة غذائية للمساعدة في ذلك.
ويكمن التحدي في الحصول على جدول تغذية كبار السن في أن الدراسات والأبحاث لم تحدد الاحتياجات الغذائية لهذا العمر.
وذلك لأنها تختلف من شخص لآخر، إلا إنه يجب الانتباه أن سوء التغذية يعد من المشاكل الشائعة في هذا العمر.
يساعد الحصول على الأكل الصحي لكبار السن في تحسين ومنع الأعراض الرئيسية المشتركة لديهم، مثل أمراض جهاز المناعة وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومقاومة الأنسولين، والتهاب المفاصل، ومشاكل الكلى، والقصور الكلوي، ويمكن لأخصائيي التغذية الحصول على دورة خاصة بالنظام الغذائي لمرضى الكلى من هنا.
بالإضافة إلى ماسبق فإن تغذية كبار السن الصحية تساعد في منع وتحسين العديد من الأمراض الأخرى، مثل الالتهاب المفصلي، وضعف البصر، والكسور، والعديد من المشاكل النفسية مثل اضطراب المزاج والاكتئاب، وتختلف الحاجات الغذائية وفقاً للحالة المرضية السريرية للشخص.
بشكل عام يرتبط سن الشيخوخة والتقدم في العمر بخسارة الكتلة العضلية وزيادة الكتلة الدهنية، وذلك نتيجة التغير في الجهاز العضلي والهيكلي وانخفاض النشاط البدني وزيادة الطاقة التي يحصل عليها الجسم، مما يساعد في زيادة الوزن.
ونتيجةً لما سبق فإن جدول تغذية كبار السن ينبغي أن يحتوي على مقدار أقل من السعرات الحرارية، مع الحفاظ على العناصر الغذائية الأساسية.
وذلك من خلال التركيز على الطعام الغني بالعناصر الغذائية والقليل من حيث السعرات الحرارية، ويمكن الحصول على حمية غذائية أربع حميات خاصة بكبار السن.
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى سوء تغذية كبار السن، ومن أبرزها:
لكي يتم تقديم أفضل تغذية لكبار السن، فإن ذلك يتطلب الحصول على مجموعة من العناصر الغذائية بمقدار معيّن لكلّ منها، ويكون ذلك على النحو التالي:
يجب أن يحصل كبار السن على 0.9 غرام من البروتين لكل كيلو غرام من الوزن؛ حيث إن ذلك يساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية للشخص.
ويعد الحصول على ذلك للأشخاص الذين يتبعون الحمية النباتية أمراً صعباً، لأن الخضار تحتوي على نسبة قليلة من البروتين، مما يسبب الحاجة إلى تناول كمية كبيرة ومتنوعة من الخضروات والبقوليات لاستهلاك جميع الأحماض الأمينية الأساسية للجسم.
وتعد الصويا من مصادر البروتين النباتية الجيّدة، أما المصادر الغنية بالبروتين فهي تشمل الحليب ومشتقاته واللحوم.
عادةً ما يحصل الشخص على أكثر من 60% من السعرات الحرارية من النشويّات، مثل الرز والخبز ذات المؤشر الجلايسيمي العالي والقليل بالبروتين والألياف.
وعند الالتزام بجدول تغذية لكبار السن فإنه ينصح باستبدال هذه الأطعمة بالشعير والشوفان والحبوب الكاملة؛ حيث إنها تحتوي على نسبة أعلى من الألياف والبروتينات، مما يساهم في الحفاظ على مستوى السكر في الدم، والتقليل من نسبة الدهون في الجسم.
يساعد التقليل من استهلاك الدهون لدى كبار السن في الوقاية من السكري وارتفاع ضغط الدم، بينما يرتبط ارتفاع استهلاك الدهون وخاصةً المتحولة بارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان القولون والبنكرياس والبروستات.
ونتيجةً لما سبق فإنه ينصح بالابتعاد عن اللحوم الحمراء المليئة بالدهون والدهون المهدرجة والأطعمة المقلية والسمنة والزبدة، واستبدالها باللحوم البيضاء مثل الدجاج والأسماك، والأطعمة المشوية وزيت الزيتون.
يعد تناول مقدار مناسب من الماء أحد العوامل التي تساعد في الحماية من خطر الإصابة بالالتهابات لدى كبار السن، ويعد ذلك من الأمور المهمة لأداء وظائف الجسم الطبيعية، مثل الامتصاص وتنظيم درجة حرارة الجسم وتوزيع المغذيات وطرد الفضلات.
ومن جهة أخرى فإن الجفاف يعتبر واحداً من المشاكل المشتركة لدى كبار السن، وهو من الأسباب التي قد تؤدي إلى الوفاة، كما أن الجفاف بدرجات قليلة قد يؤدي إلى الإصابة بحصى أو مشاكل في الكلى، ونتيجةً لذلك فإنه يجب الالتزام بحمية خاصة لمرضى الكلى في هذه الحالة.
ويعد كبار السن الأكثر عرضةً للجفاف من غيرهم نتيجة فقدان الإحساس بالشعور بالعطش، وقلة تناول الأغذية بشكل عام؛ حيث يجب أن يحصل الشخص على 1.5 لتراً من الماء يوميّاً لتجنب الجفاف.
يوجد مجموعة من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها كبار السن بشكل كبير، ومن بينها:
تكمن وظيفته الأساسية في الحفاظ على حمض الهوموسيستين – homocysteine metabolism، وهو أحد الأحماض الأمينية التي تساعد في تمثيل إنتاج الطاقة بالجسم، والحفاظ على صحة العقل والمزاج.
ويؤدي نقص هذا الفيتامين إلى زيادة مستويات الهوموسيستين في الدم، مما يشكل خطراً على أمراض الأوعية الدموية الدماغية.
ومن جهة أخرى فإن ارتفاع مستويات الهوموسيستين قد يؤدي إلى تطور مستوى الزهايمر والخرف لدى كبار السن، وزيادة مستوى الإصابة بالاضطرابات العصبية والنفسية والصداع النفسي والألم المزمن والاكتئاب.
تتمثل وظيفته الأساسية في تكوين كريات الدم الحمراء، وأداء الوظائف العصبية، وتكوين الأحماض النووية، بينما يؤدي نقصه إلى ارتفاع مستويات الهوموسيستين، تماماً كما في فيتامين B6، مما يؤثر بشكل سلبي على صحة الأوعية الدموية والقلب، ويساهم في إحداث بعض التغيرات العصبية مثل الذاكرة والارتباك، ومن الممكن أن يؤدي إلى فقر الدم وانخفاض قوة العضلات.
يساعد الفوليك أسيد في بناء الأحماض النووية، وهي DNA, RNA، كما أنه يساهم في انقسام الخلايا واستقلاب الأحماض الأمينية.
ويؤدي نقص الفوليك أسيد إلى الأنيميا وارتفاع مستويات الهوموسيستين، وبالتالي فإنه يرتبط بتطور الخرف والاكتئاب والأمراض القلبية والوعائية.
يساهم بشكل كبير في بناء العظام وزيادة امتصاص الكالسيوم والفسفور، كما أنه يؤثر على الإنتاج الكلوي للرينين وإفراز الأنسولين، وينظم استنساخ عدد كبير من الجينات.
وقد يؤدي نقص فيتامين د إلى سوء امتصاص الكالسيوم، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور وأمراض القلب وضعف العضلات.
يعد الحصول على مقدار كافي من الكالسيوم أساسيّاً لبناء الأسنان والعظام، كما أنه يساعد في تقلص العضلات والانتقال العصبي، بينما يؤدي نقصه إلى زيادة التعرض للكسور وهشاشة العظام.
تتمثل في كل من فيتامين C، وفيتامين E، وفيتامين A، وهي تساهم في الوقاية من الأمراض، وتعمل على حماية الخلايا من الجزيئات المتفاعلة الضارة.
بينما يؤدي نقصها إلى الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل السرطان والأمراض المناعية، وإعتام عدسة العين وأمراض القلب والتهاب المفاصل.
تتمثل أهميته في تطور ونمو الخلايا، كما أنه يساعد في التئام الجروح وتعزيز المناعة، بينما يؤدي نقصه إلى زيادة التعرض للالتهابات والإسهال، كما يقلل من حدة التذوق.
من أهم التوصيات لتغذية كبار السن ما يلي:
الآن يمكنك الحصول على حمية غذائية أربع حميات – د. ربى مشربش